الاثنين، 26 نوفمبر 2018

حيرة وتوكل




البارحة شاهدت مقطعاً توعوياً عن مدى تأثير المشاهير بـ(الفلوقات) على نفوس جماهيرهم من المراهقين والأطفال في بلورة شخصياتهم وزرع أخلاق من الممكن أن تكون غير حميده.
 في لحظة مشاهدتي لهذا الوثائقي القصير قدح في ذهني أبني سلطان الذي تجاوز الثالثة من عمره منذ بضعة أشهر وهو يتابع عبر اللوحي الذي صنعته شركة التفاحة وأفسدت به أبناء الخلق في العالم، آسر وشقيقه سامر على قناتهم (عائلة رياض


بدأت أفكر بجدية! هل باستطاعة هذا اللوحي الساحر أن ينافسني في تربية أبني ؟
للأسف.. وبعد تفكير وجدت بأن الإجابة هي نعم.
فلا مناص من هذا الساحر الذي وقع بين أيدينا ويزرع أخلاقاً وأفكاراً سيئة غير في مجتمعات العالم كله، غير من سلوكياتنا وأفكارنا ونحن كباراً عقلاء، فما بال أطفالاً فُتحت أعينهم على الدنيا عليه!!

أعلم أن هناك ضوابط لكل شيء، كما أعلم أيضاً أن هناك حلولاً للحد من فساد هذا الساحر الذي خلق في أبناءنا وبناتنا شخصيات لا نرغب فيها، بل جعلهم لا يعيشون الطفولة التي عشناها.

أعلم أيضاً ستردون علي بأن حياتهم وجيلهم مختلفاً عن جيلنا.. أعلم كل هذا.. صدقوني أعلم.. ولكن لا أحب ما صنعوه في أبناءنا.



سلبت منهم تلك اللوحيات الطفولة وبدأت تُزرع في نفوسهم المظاهر وحب الاقتناء والمنافسة والمبالغة والكبرياء.
  
بلا شك أبني في مرحلة الاقتداء بما أصنع وبما أنطق.
ألاحظ ذلك في حديثه معي، أفكاره وأخلاقه وتصرفاته.. أفرح بذلك وأسعد ولكن أخاف من أن يأتي الساحر يوماً ويصنع من أبني شخصاً مكرراً من شخصية ساذجه أو يقتدي بمشهورٍ أخرق!

سمعت همسكم، بالطبع لا أريد أن يكون نسخةً مني.. بل أريد أن يكون إنساناً أفخر به، ويفخر المجتمع بما يصنع.
سأسعد عندما أجد أبني واعياً ومثقفاً لديه شخصيته التي ساعدته في بناءها.
وسأكون ممتناً لخالقنا بأن يجعله مؤمناً خلوقاً وباراً..

لا أريد من أبني وأبنائكم أن يكونوا نسخاً آلية ليس لهم شخصية منفردة.

هكذا أرى على الأقل.

حفظ الله أبني وأبنائكم جميعاً من كل سوء في الأخلاق ومن كل شرٍ من الأعداء.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق