الثلاثاء، 7 مايو 2013

جيل بريء من كل التهم

قبل أن استطرد في الحديث أود تذكيركم بأمرٍ بسيط..
هو أن زين الحياة في شبابه.



عندما أرى شبابنا يكدح ويعمل في مختلف القطاعات (أخص منها القطاعات الخاصة)  فإني أرى جيلاً ذكياً منجزاً معطياً لوطنه ولأهله.
بغض النظر عن الجوانب السلبية التي يتهمنا بها جيل آبائنا..بقولهم :


زمان أول كنا نخلف النخيل ونشتغل في الدكان ونفلح
زمان أول نقوم من صباح الله خير وأنتم ذابحكم السهر.
زمان أول الواحد يعرس من يبلغ وأنتم تأجلونه لين تعجزون.
زمان أول كنا ذهينين .
زمان أول وأول وأول....ألخ.


عزيزي الأب، عزيزتي الأم
أود أن أذكركم أن حال الدنيا اختلفت وتبدلت، اليوم ليس كالغد، والماضي ليس كالحاضر، عندما تشاهدوننا نرتدي بنطالاً وقصة شعرٍ مختلفة ليس مدلولاًعلى فساد أخلاقي وضعف إنجازي، ليست المظاهر دائماً تقود المُقيّم إلى الحكم الأخير!، فهناك الآلاف منهم عندما تشتد كربة لأحد قام وفزع لإنقاذه، ولم تمنعه قصة الشعر أو البنطلون عن شهامته ورجولته.

انقاذ امرأه من السيول في حائل سيول حائل

موقف بطولي من شبابنا-إنقاذ عائلة محتجزة في سيل حريملاء

صحيفة محايل، الأعمال التطوعية الشبابية

عندما تتضجرون لكسل الشباب وبقائهم أمام شاشات الكمبيوتر ليس بالضرورة أنه غير منجز ومحب للكسل، بالعكس، الآلاف منهم أنجز وأثر وغير في نفوس الملايين ما لم تؤثروه أنتم في زمانكم ..

موقع مازن الضراب شاب طموح

يومك معي - عامل النظافة

دلني

عندما أصبح بعض شبابنا يجيد معظم أطباق العالم شرقها وغربها، تنظرون إليه بنظرة قاصرة ودونية ولا تزوجوه بناتكم،  ليس بالضرورة أنه تقمص دور الأم ونسي دوره كرجلٍ وأب، بل هناك منهم من فتح مطعماً ومربياً وتربوياً ناجحاً لم ينقص عمله من شيء.
‎‫رشة سكر مع غسان - نخطب ايش نقولهم؟ طباخ!

فيلم غسان سكر

أحبائي جيل الماضي، أمهاتنا العزيزات، المرأة إن صلحت وعملت وخدمت ليست بالضرورة فتاة ( توووت) هنالك العشرات من الفتيات حصلن على شهادات علمية وابتكارات عالمية، ونجاحات مستمرة، كلها من أجل عمارة الأرض..

هبة كردي

مخترعات

أعلم أنكم لا تشاهدون ما أشهاد، فأنا أجلس معهم، استمع لهمومهم أكثر مما تستمعون أنتم لهم، عندما يتمنى الشاب والشابة الزواج يجد عقبات وعثرات تعيقه من ذلك، مهورٍ مرتفعه، وسكن يقصم الظهر، ومتطلبات حياة تقصر العمر، وفي المقابل نستمع لجملتكم الشهيرة: يومنا عمركم كنا معرسين ومعيلين..

أروجكم ركزوا قليلاً، هل تعتقدون أننا لا نُريد الزواج..؟؟

جيلكم مختلف عن جيلنا، فالمجتمعات الآن أصبحت تواكب التطور والتمدن بمختلف مظاهرة، سواء الشكلية منها كاللباس والتقنية الحديثة بل حتى على مستوى البناء أو الثقافية والاجتماعية كالفكر بالانفتاح والحرية.
فالتقنية لها الدور الضخم في تغيير الشعوب والدول، حيث فتحت الآفاق بين القارات، فأصبح من في الشرق يعلم عن من في الغرب.

الأزرقان والأحمر

انتقلت إلينا بعض أطباع الغرب وأثرت في نفوس بعضنا وأعجبوا بها، أعلم أنكم تفكرون بالعادات والتقاليد، نعم نعم، أعلم ذلك، ولكن ما  هو المانع من اكتساب أطباع مباحة من الغرب لا تمس الدين والأخلاق بسوء؟؟
الإنضباط في العمل والإنجاز، المشاريع الصغيرة، التصوير الفتوغرافي ( صحيح كثروها بس ما عليه شي إيجابي)، وغيرها.

ملاحظة:-
 ليس بالضرورة ارتباط التمدن بالتمرد والتخاذل عن أساسات الرجل الماضي والمرأة الماضية.
فما زلنا نحن كما كنتم، الفارق هو المظهر والأسلوب.
نعمل بطريقتنا 
نعيش بطريقتنا
نفرح بطريقتنا
نتحدث بطريقتنا 
نربي بطريقتنا

فلا تقلقوا على أنفسكم، لن نترككم بل سنزداد في حبكم ، فأنتم من ربانا على الإيمان وصلاح الأخلاق، فكل ما نُريده منكم أنكم تنظرون إلينا كجيل جديد واعد، يحتاج إلى دعمكم لا تحبيطكم، يحتاج توجيهكم لا ردعكم.

هذا أنا وها نحن نحن وأنتم أنتم والماضي غير الحاضر.

شكراً

على فكرة العنوان مقترح من شخص عزيز









هناك تعليق واحد:

  1. التدوينه هذي اعجبتني بفكرتها وكتابتها فالكاتب اجاد واحسن فهو لم يختصر اختصار مخل ولم يطل ايطالا مملا.
    فشكرا لكاتبها
    ونحن بانتظار تدوينتك القادمه

    متابعك أبو محمد

    ردحذف