الأربعاء، 27 يونيو 2012

أحكي لأبنائي عن الماضي.

عشت زماناً خُلد في تاريخ الدول العربية...2010-2012م




عندما اُسأل من قبل أبنائي : هل حقاً يا أبي عاصرت زمن الثورات العربية ( الربيع العربي ) ؟
أجبتهم بعد أن فتحوا صفحات قديمة من ذاكرتي :غريبٌ سؤالكم ولكن سأجيبكم بما أذكر، ولكن ليس كما تعتقدونه أنه ربيعٌ عربي، بل كانت الدول العربية تمر بأزمة تتلوها أزمة.
ثم أذكر لهم شرارة تلك الحادثة ( محمد بو عزيزي ) من تونس عندما أحرق نفسه، ثم بدأت الثورة التونسية لحظتها بعد كبت دام سنوات من حاكمهم المخلوع زين العابدين، كانت تونس بداية الدول العربية التي تحررت من سنوات الحرمان من صوت الإيمان والحق.
أعلم أن أبنائي لن يتخيلون أن تلك الثورات كانت شرارتها شخص قام بإحراق نفسه!


سردت لهم حكايات أخرى كيف كانت ثورة مصر وكيف أصبح شعبها متخبطاً بين طوائف وجماعات لا يدرون من يختاروا ليصبح رئيسهم الجديد بعد حكم دام قرابة 30 عاماً من قبل حسني مبارك..
طالبوا بالحكم على الرئيس المخلوع السابق حسني مبارك...فصدر الحكم من المحكمة بالسجن المؤبد بتهمه تحريض الجيش بقتل المتظاهرين وأسقطت باقي التهم عنه...لم يرضى الشعب فقاموا بالمظاهرات مجدداً...يطالب بالقصاص.
لم يكن الشعب المصري واعي بالشكل الذي ( على الأقل ) كنت أراه، أصبح همة الأول المظاهرات في الميدان التحرير الذي أندكت أرضة من وقع أقدامهم الغاضبة.
وفي الأخير انتخبوا رئيس مصر الجديدة من الأخوان المسلمين محمد مرسي.


أخبرت أبنائي أن ما فعلوه في ذلك الزمان كان محبطاً.
ثم خاطبني أحد الأبناء قائلاً: زنقة زنقة ..!
ضحكت وقلت: ( من وين جبت ذا الجملة القدييييييمة، من سنوات ما سمعتها ؟ )
يجبني بابتسامه: في الأنترنت قرأت عن حاكم في ليبيا كان طاغية وذو أسلوب غريب في الحديث والرداء!، حدثنا عن هذا الشخص أكثر، أرجوك.
أجيبه برحابة صدر: حكم بلاد ليبيا شخص يدعى مممم ( طلبت من أبني أن يذكرني باسمه الأول فأجابني: معمر القذافي، أكملت حديثي: صحيح صحيح يدعى معمر القذافي، هذا القائد بدأ يقاتل شعبة الذي وقفوا أمامه بكل قوة، حاربوه وحاولوا طردة من البلاد. تكبر عليهم وأصر على إبادة أي معارض حتى ولو كان من قبل الجيش الذي انقلب ضد حكمه، لكن الزمان كان أقوى منه.
 في نهار إحدى الأيام أمسكوا به الثوار....أذكر حينها كان مهاناً حين أمسكوه، فضربوه ثم قتلوه.


سألوني عن اليمن، أجبتهم: كانت هذه هي الثورة التي كانت الأقل خسائر في الأرواح، لكن رئيسها السابق علي عبدالله أحرقوه شعبه وهو في المسجد مع كبراء البلد.
أندهش الأبناء: وهل مات حرقاً؟
أجبتهم: لا ، الله كان لطيفاً بعباده، تم إرساله للخارج، لا أذكر أين، لكن ليتم علاجة من حروق جسده ووجه، ليخرج بعدها بزمن يعلن إنتخابات جديدة، أذكر حينها أن السعودية وقفت بجانبة واستدعته في أرضها.



قالت فتاتي الصغيرة وتعابير الحزن واضحه: لقد قرأنا في كتب التاريخ عن مجزرة رئيس سوريا القديم بشار، هل صحيح يا أبي كان يقتل الأطفال ويعذب النساء والرجال؟
أجبتها بكل أسف: كانت من أكثر الثورات ألماً وسفكاً للدماء، لم تكن ثورة سلمية، أو ثورة يقوم جيشها بدفع المتضاهرين بالمياه، بل كانت جيوشها تدفع المتضاهرين بالرصاص و تتعاون مع ما يدعى بالشبيحه..نعم أذكر هذا المصطلح، أُناس لا يملكون ذرة من الرحمة، يقتلون ويعذبون ويطالبون بعبادة بشار..

( طبعاً لأن الصور قتلى الأطفال فوق 18+ فتم حجب الصورة)

سألني أبني حزين: أين الدول العربية عن تصرفه الإجرامي؟
قلت: في ذلك الزمان في كل دولة مصيبة ومحنة، السعودية كانت تعاني من مشاكلها الداخليه، أذكر أن ولي العهد سلطان رحمة الله توفي ثم تولى بعده أخيه نايف ولاية العهد ثم توفي، كانت السعودية منشغله بحالها وبحال الدولة، والدول الأخرى تعاني أيضاً من مشاكلها، لبنان من الحروب الأهلية وسيطرة الشيعة عليها، فلسيطن كانت تعاني سنوات طويييلة من غدر اليهود، وليبيا ومصر واليمن وتونس والسودان وغيرها من بلدان عربية...أعتقد أن ذلك التاريخ كان من المفترض أن يدعى شوكة الربيع العربي.
قالت أبنتي: أخبرنا ماذا حصل لهذا السفاح بشار ؟ ماذا فعل شعبه به؟ وكيف قاوموه؟

فإذا بي أستمع إلى إقامة صلاة العصر فأجيبها قائلاً: سأذهب للصلاة أنا وأخيك الآن.........!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق