الأحد، 26 يونيو 2011

تخرجي...قصة حياتي التعليمية



الحمد لله....والصلاة والسلام على نبي الله محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم)..

 منذ أن كنت طفلاً بريئاً لم أدخل التمهيدي أو الروضة بل بتدأت بالمرحلة الأبتدائية مباشرة.
 في المدرسة أملك ذكريات الخاصة ومواقفه نحتت في الذاكرة...لكن سأجعلكم تشاركوني بعض المواقف والذكريات.

أذكر أو يومٍ لي في المدرسة عندما أخذنا الأستاذ أنا ومجموعة من الأطفال في جولة حول المدرسة حتى نهاية اليوم..
وأذكر ما فعله الطلاب الأشقياء عندما يتسابقون على فتحه تهوية تطل على معمل للطالبات، والغريب مكان هذه الفتحه التي كانت في دورات المياه، لكن بعد هذا الأكتشاف الذي اعتبره بعض الطلاب عظيم أغلقت الفتحة.
ولا أنسى اهتمامي وحرصي للوصول إلى مرحلة الرابع الأبتدائي من أجل الكتابة بالقلم الأزرق حتى أشعر أنني رجل كبير.
أذكر الزملاء وهم يخادعون ويلاطفون ويضحكون...يا ترى ما حالهم الآن ؟

في لحظة انتقالي للمرحلة المتوسطة كانت الحياة تختلف عن المرحلة السابقة، كان تفكيرنا بلبس الثياب، هذا كل همنا الأول، الحياة تختلف في الفسحة، عندما تراقب أشخاصاً في الثالث متوسط ترى أنهم رجالاً وأنت ما زلت صغيراً.
ولكن كانت تعتبر من المراحل المحزنه بالنسبة لي لفقداني والدي العزيز، كم تمنيت وجوده لحظة تخرجي من الجامعة، كم سيفرح بذلك لحبه واهتمامه بالتعليم..(رحمك الله يا أبي العزيز ورحم جدتي الغالية وغفر لكم ....آمين)

في هذه المرحلة شاهدت العشرات من المشاجرات بين الطلاب، كنت مندهشاً أنا ذاك لكثرتها ولبشاعت ما رأت عيني! عندما أقابل أحد المنكوبين والفرجار مغروزاً كالإبرة في ساعده....وفي مرحلة الثاني متوسط انتقلت إلى مدرسة أكثر تقديراً واحتراماً لطلابها..
في أول أيامها كنت خجولاً، يراني الطلاب وبعض المعلمين كأنني أكبر منهم سنناً لأنني أنا ذاك أطول منهم جميعاً..ولكن تقاسيم وجهي تثبت أنني ما زلت بريء وفي مثل سنهم.
هههههه...تذكرت موقفاً أحرجني جداً في أول أيامي عندما سألني معلم العلوم عن أسمي........أعذروني لن أقول لكم بماذا نادى علي، ولكن أصدقائي ما زالوا حتى الآن يتذكرون ذلك الموقف والاسم حتى قبل أن أتعرف عليهم ..

بعدها أصبحنا في عداد الرجولة كما أطلقوا علينا المعلمين، وأننا أصبحنا مسئولين وغيرها من الكلام...
الأول ثانوي كانت من أجمل سنواتي لتعرفي بأعز أصدقائي، وفي مرحلة الثاني ثانوي كانت من أكثر سنواتي زحفاً...لا لا ...لافتهموني بذلك المصطلح حرفياً !! بل كنت في فصلٍ جعلوا معلم الجغرافيا يبكي بعد أن أذلوه ومزحوا عليه وحملوه على أكتافهم كأنه طفلاً صغيراً...كل هذه التصرفات والمزاح والضحك والهروب من الحصص استعداداً للمرحلة القادمة عندما كانت الأسئلة من الوزراة...

المرحلة الأخير وهي الثالث ثانوي، أرهقتني....أتعبتني....فجرت عقلي....خسرتني مالاً بإحضار المعلمين الخصوصيين.....
كنت أنا وصديقي الوحيدان من بين الدول العربية، هكذا كان يطلق على فصلنا...به طلاباً من مصر ومن الأردن، ولهذا أطلقوا عليه ذلك المسمى، لا أنكر أنني حاولت أن أبذل قصارى جهدي حتى آخذ درجة مرتفعة قبل أن تخسف به اختبارات القدرات..
ولكن الحمد لله على كل حال..تخرجت من ثالث ثانوي وأنا جداً راضي بما قدمته...لأن هذا هو مستواي.

المرحلة الجامعية كانت رهيبة أول الأمر، كنت مرتبك، ماذا أفعل، أين أذهب، مع من ؟ لا أعرف أحداً، مكانٌ ضخم..
ولكن قابلت صديق الجامعة بينما كان يبحث معي عن أول قاعة، كنا جاهلين بالنظام أنا ذاك، الإرشادات كانت نادرة وسيئة للطلبة الجدد، ولكن الحمد لله مشت الأمور.
بدأت حياتي الجامعية وأنا لا أدري عن نظامها، أذكر عند إعلان أول النائج ظهر لي من بين المواد حرف الـ هـ ...جلست أفكر عن هذا الحرف ماذا يكون، فـ أ ممتاز، و ب جيدجداً، و ج جيد، و د ضعيف، و هـ ماذا ؟
فعرفت لاحقاً معناه وهي الرسوب..
ولكن لا أخفي عليكم أن المرحلة الجامعية من أكثر المراحل أشعرتني بالمسئولية والحرية، كأخرج متى أريد وأذهب متى أريد وووو..
وأيضاً من أسرع المراحل تقدماً في الزمن...


لن أطيل ..

وها أنا الآن تخرجت من الجامعة والحمد لله ، مبتدأً المشوار الحقيقي ....
هكذا الأنسان لا يقف في حياته إلا مماته ...

لقد اختزلت لكم حياتي التعليمية بأبرز النقاط، ولو فتحت المجال لألفت كتاباً عن تلك المواقف والمشاهدات والطلاب وعن التفاصيل الشيقة التي خضتها في مدة 16 عاماً.

قبل أن أختم أحببت أن أشكر أمي الغالية التي سهرت وشقت وتعبت على تربيتي أفضل تربية، فعلاً قلب الأم عظيم، جزاه الله خيراً وأن يمد الله  في عمرها طيبة معافية .......................آمين .

ثانياً عائلتي من كبيرها حتى صغيرها، أشكركم على كل دعوة تعوتوها لي، ولك فعلٍ حسنن لي...

وأشكركم أيها الزوار على قراءة ثرثرتي الطويلة، وأتمنى لكم دوام النجاح والتوفيق من الرحمن. 

أزف لكم خبر نجاحي وتخرجي من الجامعة  تاركاً ورائي جميع المراحل التعليمية بكل مشاقها وحزنها وفرحها وقلقها.

الأحد 26/6/2011م  

هناك 3 تعليقات:

  1. الله يوفقك دنيا وآخره.
    موضوع جدا رائع وخاصه وفيه ذكريات الطفولة.
    واصل وإلى الامام
    مواضيعك جدا مميزة

    ردحذف
  2. جميل جداً ، متابعه لك ^^

    ردحذف
  3. الله موضوع جميل جداً .. اثر فيني مع انه مختصر
    الله يوفقك ويرحم ابوك ويطول بعمر الوالدة

    ردحذف