الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

ثقافة القيل والقال !



ثلاثة أعوام عشتها بين أسوار الجامعة..خالطت الكثير من فئات المجتمع..جالستهم، تحدثت معهم ، ضحكت معهم ..
جميعهم يشتركون في ثقافة القيل والقال..
فلان يقول ...وعلان يقول...
هل أنت على علم بما قاله فلان وعلان ؟
الأغلبية لا..

لماذا؟

لأننا اعتدنا على هذا العادة وهي النقل بمجرد السماع، لا أنكر أنني أقع بهذه الثقافة، لكن أحاول كثيراً تجنبها.
دعوني لا أتحدث من الناحية الشخصية لأنها لا تهمني الآن، بل من الناحية الإعلامية لأنني أعيش بين كتبها وعلمها ومناهجها.

قبل مدة من الزمن الطويل، أذكر حادث مخجل جداً للصحافة العربية..إذ انتشر عنوان في الصحف


(ساركوزي يقترح صياماً على الطريقة الفرنسية)


لا أدري هل قرأتم الخبر في السابق أم لا ؟
المهم.

هذا عنوان كتبه مدون اسمه أحمد...أي أنها تعبر عن رأيه ليس رأيه فقط بل خيالاً.. لكن الصحافة التقطت الخبر وجعلته حقيقة دون التأكد من المدونة المسماه علاش. (اسم مغربي بحت)

الحقيقة المخجلة لا تقف هنا فقط ..بل تابعوا معي كيف أصبح حديث من خيال إلى حقيقة عالمية وخبر في صفحات أولى في صحف فرنسية.

( الخبر الحقيقي من مدونة علاش ..

       ملاحظة: هذا المقال هو تصوير ساخر لحدث لم يقع، الهدف منه هو مناقشة علاقة ساركوزي والسلطة الفرنسية بالأقلية المسلمة في فرنسا. للأسفقام البعض بنشره في مواقع أخرى على شكل خبر حقيقي
***
عرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم الجمعة الماضية مشروعه الجديد “رمضان فرنسا” في مسجد مارسيليا الكبير وذلك بمناسبة بداية شهر رمضان الكريم. يأتي هذا المشروع ضمن سياسة ساركوزي الرامية إلى تحسين إندماج الأقلية المسلمة في المجتمع الفرنسي. وقال الرئيس في كلمته امام رواد المسجد يشرح فيها مشروعه:
اخواني المواطنين، المسلم الفرنسي هو فرنسي قبل أن يكون مسلما وعليه فإن قهوة الصباح مع الهلالية (كرواصون) تقليد فرنسي عريق لا يجب التخلي عليه. لذا وانطلاقا من فتاوى الأزهر حول فقه الأقليات فانه يجوز للمسلم الفرنسي الصائم ان يبدأ صباحه بقهوة مع هلالية كغيره من أبناء الشعب الفرنسي على الساعة الثامنة قبل انطلاق العمل.
اخواني المواطنين، صلاة المسلم الفرنسي لا يمكن ان تشبه صلاة مسلمي الشرق لذا فانه لامعنى لمواطن اوروبي ان يقضي ساعة وساعتين بعد العشاء في صلاة التراويح التي اتفق علماء المسلمين على أنها ليست فريضة. وعليه اخواني فلقد أصدرت قرارا جمهوريا يدعوا مساجد فرنسا لاغلاق أبوابها بعد صلاة العشاء مباشرة حتى ينصرف المواطن الى بيته ويستمتع بمشاهدة اخبار وبرامج التلفزيون الفرنسي.
وبالمناسبة، لا يحق للمواطن الفرنسي المسلم وهبته الجمهورية الفرنسية جنسيتها ان يشاهد قنوات أجنبية. نحن نرفض تماما أن يكون اهتمام المواطن خارج الوطن لذا فلقد قررت أن ترفض طلبات الجنسية لكل شخص ثبت انه يشاهد قنوات غير فرنسية ولو في رمضان.
اخواني المواطنين، اللغة الفرنسية تجمعنا والمسلم الفرنسي كغيره من المواطنين يجب أن يقرأ كتابه المقدس (القرآن) باللغة الفرنسية. لذا أدعوا كل إمام فرنسي ان يقرأ القرآن باللغة الفرنسية، ويصلي باللغة الفرنسية وهذه ضرورة ليصبح الاسلام دينا فرنسيا.
اخواني الفرنسيين، المواطن الفرنسي معروف برشاقته، والاكل في رمضان لا يساعد على الحفاظ على الرشاقة. لذا أدعو الصائمين ان لا يكثروا من الطعام الدسم وان يشربوا الماء بكميات كبيرة حتى يستطيعوا العمل بجد واجتهاد. وشرب الماء لا يبطل الصيام للإنسان العامل في أوروبا كما أفتى بذلك علماء مسلمين معاصرين. نفس الشئ يمكن أن نقوله عن التدخين فالمدخن لا يمكن ان يكون شخصا فعالا في عمله إذا امتنع عن هذه العادة الفرنسية الجميلة في هذا الشهر العظيم.
إخواني المواطنين، جميعا يمكننا ان نجعل من رمضان جزءا من التقليد الفرنسي. لكن رمضان الذي نريد هو ما أسميه في هذا المشروع “رمضان فرنسا”.
شكرا لكم و رمضان كريم وتحيا الجمهورية الفرنسية.)

وأيضاً في الصحافة الأردنية.

(فلقد نشرت اليوم جريدة الدستور الأردنية (تاسست عام 1967 ! ) عمودا في الصفحة الأخيرة للكاتب الساخر كامل نصيرات (رشيد نيني الاردن) يتناول بالسخرية ما يعتقد بأنه قرار حقيقي لساركوزي:
في ظل غياب السطوة الإسلامية ؛ يحق لـ( ساركوزي بن استاكوزا ) أن يضع عِمّة فرنسية على رأسه و يخطب فينا الجمعة في وقت لا صلاة فيه لكي يعلّمنا ( الاسلام الجديد ) ..!! فهذا الساركوزي يخرج علينا بمصطلح فقهي اسمه ( رمضان فرنسا ) يقرر فيه طبقاً للبروتوكول الفرنسي يجب على المسلم الفرنسي الصائم أن يبدأ يومه بالقهوة ؛ طبعاً لا يقصد تناولها وقت السحور ولا قبل الإمساك ( أمسك الله قوته ) ؛ بل يجب أن يتناولها صباحاً ..!!)


وقناة العربية تحدثت عن هذا الخبر إليكم المقطع 



ملاحظة :- هذا المقطع خاص فقط إلي عندهم طلاقة في اللغة الفرنسية ..!!
بحكم إني طليق في الفرنسي أحسن من الأنجليزي (مجرد مزحة) المقطع يتحدث عن الخبر نفسه وللأسف لا يوجد ترجمة ..


ولا ننسى المقال الذي كتبته إحدى الصحف الفرنسة في صفحتها الأولى تتحدث عن الخبر ..






في الأخير لا أُريد الإطالة في الموضوع لأنني إذا أكملت لن أتوقف في ذكر العديد من الأخبار التي نقلت دون التأكد من المصدر..
 لماذا نحن العرب نحب الحديث دون التأكد من مصدره ؟

هل لك تجربة خضتها مع من ينقل الأخبار دون التأكد منها ؟


هناك تعليقان (2):

  1. فعلا صادق والله ، أهنيك على تطبيق تجربتك العلمية خارج أسوار الجامعة ، مجرد الابحار والقراءة في مجال تخصصك أعتبرة خطوة ممتازة جدا ..

    موضوع جميل استمتعت به ، ولك تحياتي

    ردحذف
  2. شكراً على مرورك وإعجابك بموضوعي

    ردحذف