النذير

النذير

ألا وهو الموت ..الموت ...الموت ....الموت ...

قال تعالى:( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي أرجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون )

نعم أيها الغالي لابد من الرحيل إن طال الزمان أو قصر .

سيأتي ذلك اليوم، الذي ستودع فيه الحياة ..

ولكن! ...قلي بالله... كيف سيكون الحال عند ساعات الرحيل ..!؟!

ستنام على فراش الموت....

ستحتضر..!!

ستنظر آخر صور الدنيا... وهي تسود شيئاً ...............فشيءَ ..

وضجيج الصراخ حولك يبتعد...... شيئاً.................فشيءَ ..

وتودع الدنيا ......وترحل الحياة  عنك...

قطعةٌ من الزمن ستمر بك...مريـــــــــــــــــــــــعة الصور ...مهيـــــــــــــــــــــبة اللحظات ..

تصور نفسك حينها ...وعش ..عش مع تلك اللحظات....

لحظةً بلحظة ..عشها ..عشها........عشها ..

تصورها ..تصور تلك الحفرة المووووحشة ..وتصورهم....... وهم يحفرونها لك... ..يحفرونها لك ..لك ..

ويودعونك بها ..يودعونك بها ....ويسلمونك خلفهم ..

ويرحلوووووووووووون...ويرحلوووووووووون ...ويرحلوووووووووووون ...

بكوا ..حزنوا .... ثم ...ثم نسووووك...

ربما...ربما نسو أجمل ذكرياتهم معك ..ولا ربما مروا بجوار قبرك يتضاحكوووون ..

ها أنت ذا قد أطبقت جفنيك أحلام المنووووون ...ها أنت ذا قد جللتك سكينةُ الصمت الكبييييييييير.

وبكت هاتيك القلووووب ،وضمك القبر الصغير، والدهر يدفن في ظلام الموت ..حتى الذكريات، وتضل تمشي في جوار الموت أفراح الحياة..

ويغرد الشحرور ما بين الجماجم والرفات ...

...تذكر كُل كلمةٍ ذُكرت بين أسطرٍ كُتبت من  دمٍ دافقٍ أسود..تذكر تذكر...

                                                   .. فمصيرك كالذي مر بتلك التجربة..