الأربعاء، 27 سبتمبر 2017

تلطيف أم تبهير !!



في مشهد غريب من نوعه لا أدري مدى انتشاره في الكيان البشري!
وهو تجميل أو تلطيف الحديث (البعض يقول تبهير السالفة)

المشهد باختصار 
كنت أقف في مكتب زميلي بالعمل لسؤاله سريعاً عن أمرٍ ما، فإذا بزميل آخر يدخل بسرعة ويتحدث عن موضوع مختلف كلياً ليس لي علاقة فيه بشكل مباشر، لذلك خرجت من المكتب باتجاه المدير لإنهاء معاملة بيدي.. وبعد دقائق عدت لنفس الزميل الأول فسألته عن ماذا يتحدث الزميل الثاني؟
المفاجأة عندما حدثني ضاحكاً بنفس الموضوع مع القليل من تلطيف العبارات أو بمعنى آخر (تبهير السالفة)
مع العلم أني كنت موجوداً آن ذاك؟؟؟

السؤال هنا: هل قام بتلطيف الموضوع لأنه نسي بأني كنت موجود أثناء دخوله؟
وهل لو علم بوجودي أثناء دخول الزميل الثاني سيتغير حديثه معي؟

هل فهمتم ماذا أقصد؟

حسناً... ما أردت قوله  أن الإنسان عندما ينقل الأخبار لزملائه لأصحابه لأهله ليس كما يفترض أن تكون!
 فطبيعته البشرية  يحب تجميل الموضوع ليصبح جاذباً ومقبولاً للمستمع.
كأن أنقل خبراً سياسياً بأسلوب رتيب كما يتحدث فيه مذيعوا الأخبار فيمل المستمع من حديثي فيمسك الجوال أثناء نقلي للخبر!
بينما بالإمكان نقل ذات الخبر السياسي بإضافة نبرة صوتٍ مرتفع أو إضافة (تبهير) للخبر دون الإخلال به!!

هل يعد كذباً؟
أم أسلوباً في الحديث..؟

في حياتنا نرى بعض الأحيان أشخاصاً لا نمل من سماع الأخبار منهم  بالرغم من معرفتك لها! لأنه يضفي للقصة تبهيراً لطيفاً خاصة لشخصيته.
لا تستطيع أن تقول له (كذاب) لأنه نقل الخبر كما هو دو إخلال!

أعتقد بأنكم ما زلتم لم تفهموا قصدي!!

مازلت مؤمناً بأننا مررنا بنفس التجربة سواءاً سمعناها أو فعلناها.
أنا بطبعي إضفاء نوع من المبالغة في حديثي عندما أجلس مع أهلي وزملائي..
يضحكون لتلك المبالغة! ويعون مدى مبالغتي بالأرقام أو الحقائق.. ليس تكذيباً للخبر بقدر ضخامته لنا!
فيأتي أحدهم ويصحح لي: (تسثرت علينا)
ملاحظة: ترى حتى بعد ما أبالغ أرجع واعطي المعلومة الصحيحة إن غابت عنهم، أصلاً ما راح يخلونها تعدي هههههه !

الشاهد من القصة 
هل نحن نكذب؟ أم نلطف؟ أم ماذا؟

تحياتي وأشواقي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق