الأربعاء، 27 فبراير 2013

الأزرقان والأحمر

متهمون مجرد البوح

مدخل:- 

امتلأت الصحف في الفترة الماضية بعناوين عريضة، واتهامات مختلفه، وأمنيات بعيده حول ( فتاة الإيدز ) رهام، ولن أقول لكم رأيي في القضية لأنها أخذت مجرى مغاير باتجاه العاطفة لا العقل، باستخدامهم أسلوب الإقالات الفورية اللامنطقية من أجل ( إسكات الشعب) دون اللجوء إلى الحلول المستديمة لا اللحظية....!

وكعادتي التي أراها في نفسي أنني لا أتحدث من الجانب الذي يرى ويشاهده مجتمعي في أي قضية كانت...عندما يلفقون القصص والاتهامات والأقاويل ضد متهم مجرد أنه باح عن رأيه  ( سواء كان يحتمل الصواب أو الخطأ ) .
في الفترة القصيرة الماضية لامست ذلك في مجتمعي، وبدأت أتخيل ماذا لو لم يوجد في العالم بأسره الأزرقان ؟





بالتأكيد ستختلف الدنيا عما نعيشه الآن، لا ثورات، ولا كشف ثروات، وسرقات ووفيات، وسنلاحظ أيضاً هيمنة الصحف على عقولنا، تكتب لنا ما لا نُريد أن نقرأه، وتُجبرنا أن نصدقه، لأنهم عصابة رسمية قانونية اتفقوا على نشر عنواناً واحداً هو إخفاء المعالم والحقيقة.
 وتظليلنا عن الواقع الذي نعيشة بأحلام وأماني كاذبة، سنجد الوزراء والأمراء يعيشون عالمهم الخاص بعيدين عن قضاء حاجات الشعب، الأمن والصحة والغذاء والرفاهية والسكن والتعليم. لا أحد يستطيع فضحهم ولا كشف مستورهم !

ولكن في هذا الزمان ظهر الأزرقان لكشف ما يخفيه لثام الحياة لنا، كنا نرى عينيها الجميلة الكحيلة، نكتب أبياتاً وقصائد تسطر فيها الأمانة والنزاهة والقدوة والمحبة والولاء، لنجد بعدها حقيقة قبح ذلك الوجه المليء بالخداع والمحاباة وضعف الصحة وسوء التعليم وتخبط الأمن وتحزب الشيوخ .
في السابق عندما يكتب الشاعر عن وطنه نبتسم ونردد أبياته، وبعد الأزرقان عندما نقرأ لشخص كتب عن وطنه بدأنا نردد (مدفوع له).

الحال لم تبقى على ما كانت عليه في زمن آبائنا وأجدادنا، سقف الحرية اترفع لدى المجتمع، كبر الأزرقان وكبر معهم وعي الجيل الجديد، لم يمنعهم من كشف حقيقة السفير السابق لمصر ( هشام ناظر ) عندما يلطم وجه المرأة بجملته ( مشاهدة مقولته عندك حلول ) مستغلاً بذلك سلاحه الجديد الأحمر ( youtube )، الرغبة والحماسة جعلتهم يقيلوه سريعاً، فلم يقف السلاح الأحمر عند ذلك، بل واصل في كشف حقيقة أسلوب أمين عام عسير إبراهيم الخليل عندما قام بطرد أحد المطالبين بالخدمات (  لمشاهدة المقطع هنا ). وغيرهم الكثير

بدأت البثور و الرؤوس السوداء تظهر على ذلك الوجه الكحيل، وأصبحت مكشوفة لعامة، وذلك عندما أستفاد الجيل الجديد من الاستغلال الإيجابي لـ الأزرقان والأحمر في كشف سوء المراكز الصحية في مناطق المملكة،  وسوء المناهج التعليمية والمباني الحكومية، والأموال السائبة ، والتشبيك ( اللانهائي ).

لحظة ... !!

هل أنت سعيدٌ بما أكتبه في الأعلى؟  إذاً اقرأ يا رعاك الله الأسفل.

مع الانفتاح والانشقاق والتشدق والجهل في جيلنا الجديد وصلوا لمرحلة اللاعقلانية في طلباتهم ومتطلباتهم، همهم كهم الطفل عندما يبكي من أجل رضعه دافئة تشبع له معدته الفارغة...( تشبيه فقط)
أصبحنا نكتب وننشر بتلك الأسلحة دون وعي أو تحضر، ننكر ونشتم ونكفر بمجرد أن فلان قال .......أو فكره........
كما حصل مع الشيخ عبدالعزيز الفوزان ( شاهد المقطع البسيط ) بعدها أكلوا بجلده وبشته وغترته ولم يبقوا سِوى عقاله !!

يا معشر الشباب اسمعوا وعو (تحمست شوي !)، عندما أقرأ في أحد أسلحتكم الزرقاء اتهامات وتكفير ومقارنة علمائنا بعلماء الصحابة والتابعين عن جهادهم وقتلهم الكفار في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين أجد أنه أمراً لا يعقل أن نُقارن بهم وذلك لاختلاف الأزمان.
 ولكن لماذا هذا التهجم؟ لماذا لا يكون بيننا لغة الحوار والتفاهم مع المخطئ ؟ لماذا أجد فيكم حب الاستعجال وقراءة العنوان والحكم قبل قراءة ما تحت العنوان؟
فقضية فتاة الإيدز  ( قصة خبرية لرهام الحكمي ) ، طالبتم بإقالة الوزير والنائب والعاملين ألخ ... حتى تم ذلك بإقالة بعض العاملين والمدراء في ذلك المستشفى، من أجل إسكاتكم وقطع ألسنتكم، ولم يحلوا المشكلة.
 أخبروني يا عقلاء، هل هذا كافٍ لإعادة دم رهام النقي؟
الغضب من غير اتزان أو تحكم ،سيقتل الهدف المرجو منه، نحن لا نُريد أن نقع في نفس المشكلة في المستقبل، بل نُريد علاجاً لها، ولن يأتي ذلك العلاج إلى بثقافتنا ووعينا مع المشكلة.

أنا لا أتهم البعض فيكم ، بل هناك من يحاول أن يفهم ما يقصده الوزير..أو.. الشيخ..أو..العلماني..أو..الأمير.
فلكنا نخطئ، فلا نجعل الاستهزاء بالآخر وسيله لنا لأخذ حقوقنا، بل لننمي مبدأ النقاش بالحق والأدلة، فلا تدري من الممكن أن يكتب لك الله أجراً لأجل نقاشك وتصحيحك لفكرة خاطئة للطرف الآخر.


قبل أن أختم
أعتذر لسوء الترتيب والاستعجال فيما كتبت، لأن ما في عقلي الآن لن يبق في الساعة القادمة.

و

تذكروا.... أن لكل زمنٍ سلاح
ولن يبق سلاح اليوم كسلاح الغد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق