السبت، 12 فبراير 2011

بين أسوار القلعة !




عندما أتحدث عن قرب تخرجي من الجامعة السعيدة ..(جامعة الملك سعود - كلية الآداب - قسم الإعلام) فإنني أتحدث عن تجربة  سبعة فصول عشتها بين أسوارها القديمة، وقاعاتها الكئيبة، وما بين الطغاة والعادلون...!

سأتخرج من الجامعة وأنا لا أملك سوى بعض المهارات التي أمدها لي بعضاً من العادلون الذين يعدون على أصابع اليد، وللأسف أرى أن التعليم في الجامعة ما زال في مراحلة الأولى...وخاصة الكليات الأدبية التي لم تحظى بالأهتمام كالكليات العلمية..
لا أدري لماذا ؟! ألسنا طلبه مثلهم! 

لكن سمعت أن الجامعة ستتجه نحو توجه جديد في التعليم لا أظن أنني سأكون من ضمن التعليم الجديد...لكني سأتحدث عن ما يعيشه الطلاب في جامعة الملك سعود بين الطغاة والعادلون..

سأحكي لكم قصة بسيطة عن إنسان بريء ( إلي هو أنا ) عاش في مدينة ضخمة في أحد أطرافها قلعة ( كلية الآداب) يحوم حولها الضباب، ويعيش فيها الفقراء إلى الله  وبعض الفرسان (أقصد الطلاب) وأيضاً يعيش فيها الرئساء والحكام (المعلمين وغيرهم) والغربان التي تقف على أشجار مرعبة ذات أغصان طويلة..
في هذه القلعة شخصيات شريرة وشخصيات طيبة...
سأبدأ بالشخصيات التي أمدتني بالقوة والمهارات التي ستساعدني بإذن الله بعد التخرج..


أول هذه الشخصيات البطولية المذيع سعد المسعود.(صورة قديمة شوي الآن سمين).
أول ما قابلت هذا البطل أنتابني شعور الخوف منه، كان متكبراً قليلاً، يرتدي أفضل اللباس، ( ويغيب كثير عن المحاظرات)
لكن في إحدى المواد ( الحملات الإعلامية) طلب منا إنشاء حملة إعلامية من الألف إلى الياء..
كان يتابعنا طول الفصل، ابتكرنا عنوان، صممنا شعار، أنشأنا خطة كاملة لإنجاح الحملة، من تسعير الدقيقة في القنوات الفضائية، والصحف المحلية، ومدة الحملة ، ووقت ظهورها ....ألخ..
وفي نهاية الفصل، خرجنا خمسة طلاب لعرض الحملة كاملة على الطلاب الآخرين.
استطيع القول أني الآن أعرف الخطوات الازمة لتنظيم حملة كاملة ناجحة إعلامية وليست إعلانية!



البطل الثاني الذي تعرفت عليه أثناء دخوله المفاجئ أثناء المحاضرات يدعى البطل فهد...(أيضاً الصورة قديمة مرة بس فيه شبه من الحين) لم يعطنا أي منهج، أي أوراق، مما جعلني أشك فيه...لكنه في الأخير أمدنا بخبرة واسعة في مجال العلاقات العامة في إعطاء كل طالب مشكلة في الجامعة وحلها بطريقة احترافية، من جمع المعلومات عن المنشأة التي بها المشكلة، ذكر الإيجابيات والسلبيات، البرامج المستخدمة..ألخ.
كان في منتهى التعاون مع الطالب أثناء عمله الخاطئ..فهو يمتلك روح رائعة، ويمد الروح المعنوية لدينا نحن الطلاب..
أستطيع القول أني خرجت الآن بمعرفة تامة عن حل المشكلات التي تواجه المؤسسات بطريقة احترافية يستخدمها كبراء رجال العلاقات العامة مثل ما فعلت بقسم التغذية في جامعة الملك سعود عندما طبقت عليها.


وهناك أيضاً دكتور يدعى خالد ( ما له صورة للأسف) جعلنا نعرف البرامج الأساسية المستخدمة في أغلب القطاعات الحكومية والخاصة، ( طبعاً كل مجموعة أختارت قطاع، إنا اخترنا القناة الأولى) 
توجهنا إلى برج التفزيون إلى القناة الأولى قسم الأخبار، تعلمنا كيفية سير العمل داخل قسم الأخبار، والبرامج المستخدمة، ومقابلة رئيس التحرير سؤاله عن بعض الأسئلة المعدة مسبقاً ....ألخ ( كان إنسان جداً مرح وخلوق ومتعاون بالرغم من قرب النشرة التاسعة مساءً على البث)...


وفي المقابل واجهت العديد من الأبطال الطغاة...سأبدأ بأكثرهم دكتاتورية وسلطة ووحشية ...(من الصورة راح تصدقوني)


إنه وحش القلعة، يرتابه أهلها ويخافوه إلا الفرسان ، إن الدكتور صاحب الشهادات العالية والخبرة الواسعة ...حزاب...
(قد إيش هو إنسان ظالم لطلابه) لكم أن تتخيلوا في اللحظة التي يدرج اسمكم في كشفه ينتهي أمركم، لا تدري تهزمه أو يهزمك ويأكل من لحمك ( أقصد تنجح أو تحفّر عنده)...
أين العدل والمسواة، أين حقوقي كطالب، أين الشهادات والخبرات التي تمتلكها وتحتفظ بها لنفسك!
(ما يعلمك درجتك لو تموت، ما يعرف يشرح، صوته في بطنه، ويعصب ثم يطلع يدخن! والعظيم إنه منّجح طالب ميت!!!
هذا وش يدل عليه ؟ إنه ما يصحح ......ألخ)
ولكن بفضل من الله هزمته بصعوبة بالغة ( د+)..ولن أعيد مقاتلته مهما كنت داخل أسوار القلعة.



نأتي إلى متصنع الابتسامة الماكرة...لحظة دخولي معه ومعرفتي أن الكشف الذي بحوزته بها قرابة الخمسين طالب لم يواجهه سوى تسعة فقط !!!
عرفت أنه وحش عظيم لا يستطيع فرسان المدينة هزيمته...!
قررت وعزمت أنني سأواصل معه حتى أرى النتيجة إما الفوز أو الهزيمة..

صدقوني مرعب........
( تخيلوا أي واحد ينسى المذكرة أو القلم يصرخ في وجهه ويقول بعد: أنت تقدر تنسى فطورك ؟ وييين مدرسة )
طريقة التعليم لديه صفر...لا لا...سالب خمسة ...المنهج كان قصيدة جاهلية وقصيدة لغازي القصيبي ورواية سودانية لطيب صالح تدعى عرس الزين.( ومن زين الرواية الحوارات الي بينهم باللهجة السودانية البحتة والمحلية ....داير عليك الله ...! وهاك من كلمات ما تقدر تقراها، أصلاً مدري وشلون كتبت بالعربية !!!؟)
طريقته في التعليم فقط تلقين مملل وإعادة لكل كلمة يرددها طول الفصل، لدرجة أنك تكرهه وتكره الشاعر وتكره كل من عرف الشعر..
لكن الحمد لله هزمته هزيمة ساحقة لدرجة أن الفرسان الثمانية قتل منهم اثنان أو واحد لا أذكر والبقية بدرجة النجاح أما أنا أخذت
( ب +).
أتذكر سؤال في الاختبار النهائي يطلب منك تكملة قصة هو اختارهاوعليها أعلى الدرجات..فأنا أمتلك مهارة الكتابة فملأت له صفحات من الدفتر الأبيض.





هذا البطل الشرير تسبب لي بهزيمة أمام دكتور لم أقابله بعد...!

كنت أبحث عن قاعة لمادة تربية اسلامية لم أجدها أبداً داخل قلعتنا، أخبروني أنها في قلعة بعيدة عن قلعتنا (كلية الهندسة) ذهبت إلى هناك بجوادي الكحلي ( أقصد سيارتي) حتى وصلت ، أبحث بين أزقتها وشوارعها الواسعة والطويلة عن القاعة قرابة الشهر..لم أجدها ..توجهت إلى قسم التربية الاسلامية وأخبرتهم بأمري فأعطوني رقم قاعة أخرى لا أدري أين ؟!؟!؟!؟!
يأست، مللت من البحث، قررت حذف المادة قبل أن تحسب علي حرمان. توجهت إلى شؤون الطلاب لحذفها لم يستطيعوا بسبب أن عدد الساعات بعد حذف المادة لا يسمح إلا بتوقيع من ذلك الشخص أعلاه ...وهو وكيل القسم ...
ذهبت إليه بكامل أخلاقي واحترامي له وشرحت له قصتي...لم يصدقني ..بل وقف من مكتبه وبدأ يبحث في أماكن بحثت فيها مسبقاً وأنا أخبره مراراً وتكراراً أني فتشت الكلية شبراً شبراً قاعة قاعة ولم أجدها..
وفي آخر الأمر اعتذر عن توقيع الورقة التي تسمح لي بحذف المادة وقال بكل سخف: دور عليها وبتلقاها !!!
ما هذا يا رجل؟ أتكذبني ؟ أحتاج توقيعك السعيد فقط ؟؟؟
وحملت المادة في آخر الفصل بسبب سخيف وتافه و..و......

هناك العديد من الأبطال منهم الكومبارس ( لا يقدم ولا يأخر) ومنهم الممل، ومنهم الطبيعي ( يشرح ويختبرك وتنجح) وغيرهم الكثير من الشخصيات التي قابلتها داخل القلعة ...

الهدف من كتابتي للموضوع هو أننا نحتاج كطلبة جامعيين من معلمين وأساتذة يساعدونك في تنمية قدراتك وخاصة طلاب الكليات الأدبية، فكما قلت الأبطال الأوئل ساعدوني في تنمية مهارات تُفيدني مستقبلاً، بعكس الأبطال الآخرين الذين يساعدونك في إحباط معنوياتك كطالب وإرهابك منهم...

أتمنى من كل قلبي أن ما سمعته من رئيس القسم الجديد أنه سيغير من المناهج العقيمة التي ندرسها ويدعهما باللغة الإنجليزية ويضيف مواد أخرى تطبيقية وغيرها من أمور سمعتها من بعض الدكاترة ..
وهذه صورته أختتم بها الموضوع الذي احترت في طرحة وأزدت حيره في وضع صور أبطالها.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق